الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
فهك: امرأة فَيْهَك على مثال صَيْرَقٍ: حمقاء؛ عن كراع.
كذاك: هذه كلمة اخترت إيرادها في هذا المكان لأَنه قد قيل إنها استعملت كلها استعمال الإسم الواحد فوضعتها هنا، وسأذكرها أَيضاً في موضعها. قال الأَزهري في ترجمة دَرْمَكَ: الدَّرْمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارى؛ قال: وخَطَبَ بعضُ الحَمْقَى إلى بعض الرؤساء كريمةً له فردَّه وقال: امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عني فاكا، إني أَراكَ خاطِباً كَذاكا قال: والعرب تقول فلان كَذاكَ أَي سَفِلَةٌ من الناس. يقال: رجل كذاك أَي خسيس. واشْتَرِ لي غلاماً ولا تَشْتَرِه كذاك أَي دَنِيّاً، قال: وقيل حقيقة كذاك أَي مثل ذاك، قال: ومعناه الْزَمْ ما أنت عليه ولا تتجاوزه، والكاف الأُولى منصوبة بالفعل المضمر.
كرك: كالكَرِكُ: الأَحمر؛ ثوب كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ؛ وأَنشد الإِيادِيُّ لأَبي دُواد: كَرِكٌ كلَوْنِ التِّين أَحْوى يانِعٌ، مُتَراكبُ الأَكمامِ غير صَوادِي والكُرْكِيُّ: طائر، والجمع الكَراكِيّ. والكَرْك: جبل. والكُرَّك: الكُرَّجُ الذي يلعب به. قال أَبو عمر الزاهد: الكاروكَةُ القَوَّادَةُ؛ قال:لاحَظَّ في الدينارِ للكارُوكَه قال: وقال يونس كَرَّكت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ورأَيت في بعض حواشي أَمالي ابن بري: أَكْرَكَت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ونسب إلى الصاغاني.
كشك: الكَشْكُ: ماء الشعير.
كعك: الكَعْك: الخُبْز اليابس، وقيل: الكَعْك خبز، فارسي معرَّب، قال الليث: أَظنه معرَّباً؛ وأَنشد: يا حَبَّذا الكَعْكُ بلَحْمٍ مَثْرودْ، وخشْكُنانٌ بسَويقٍ مَقْنُودْ
كوك: ابن شميل: الكَيْكاء والكَوْكَى هما السَّرَطانُ أَي من لا خير فيه من الرجال. شمر: رجل كُواكِيَة وزُوازِيَة أَي قصير. وماء عُرانية: شديد الجِرْية. شمر: رجل كَوْكاةٌ وهو القصير، قال:ورأَيت فلاناً مُكَوْكياً؛ وهو الاهتزاز في المِشْية والسُّرْعة، وهو من عَدْو القِصار؛ قال الشاعر:دَعَوْتُ كَوْكاةً بغَرْبٍ مِرْجَسِ، فجاء يَسْعَى حاسِراً لم يَلْبَسِ
كيك: ابن سيده: الكَيْكَة البيضة، وجمعها كَياكي؛ وقال الفراء: أَصلها كَيْكِيَةٌ مثل اللَّيْلَةِ أَصلها لَيْلِيَة، ولذلك جُمِعتا كَياكِيَ ولَيالِيَ. ابن شميل: الكَيْكاء والكَوْكى هما السَّرَطانُ أَي من لا خير فيه من الرجال.
لأك: المَلأَكُ والمَلأَكَةُ: الرسالة. وأَلِكْني إلى فلان: أَبْلِغْه عني، أَصله أَلْئِكْني فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على ما قبلها، وحكى اللحياني آلَكْتُه إليه في الرسالة أُلِيكه إلاكَةً، وهذا إنما هو على إبدال الهمزة إبدالاً صحيحاً؛ ومن روى بيت زهير: إلى الظَّهيرةِ أَمْرٌ بينهم لِيَكُ فإنه أَراد لِئَكٌ، وهي الرسائل؛ فسره بذلك ثعلب ولم يهمز لأَنه حجازي. والمَلأَكُ: المَلَكُ لأَنه يبلغ الرسالة عن الله عز وجل، فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على الساكن قبلها، والجمع ملائكة جمعوه مُتَمَّماً وزادوا الهاء للتأنيث، وقوله عز وجل: والمَلَكُ على أَرجائها؛ إنما عَنى به الجنس، وفي المحكم لابن سيده ترجمة أَلك مقدَّمة على ترجمة لأَك، وقال في كتابه ما نصه: إنما قدَّمت باب مألَكة على باب مَلأكة لأَن مأْلكة أَصل وملأَكة فرع مقلوب عنها، ألا ترى أَن سيبويه قدَّم مألكة على ملأَكة فقال: وقالوا مَألَكة ومَلأكة؟ فلم يكن سيبويه على ما هو به من التقدُّم والفضل ليبدأ بالفرع على الأَصل، هذا مع قولهم الأَلوكُ، قال: فلذلك قدَّمناه، وإلاّ فقد كان الحكم أَن نقدِّم مَلأَكة على مَألكة لتقدُّم اللام في هذه الرتبة على الهمزة، وهذا هو ترتيبه في كتابه؛ قال وأَما قول رُوَيْشِدٍ: فأَبْلِغْ مَالَكاً أَنَّا خَطَبْنا، فإنا لم نُلايِمْ بَعْدُ أَهلا قال: فإنه ظن مَلَك الموت من م ل ك فصاغ مالَكاً من ذلك، وهو غلط منه؛ وقد غلط بذلك في غير موضع من شعره كقوله: غَدا مالَكٌ يَبْغِي نسائي، كأنما نِسائي لسَهْمَيْ مالَكٍ غَرَضانِ وقوله: فيا رَبِّ فاتْرُكْ لي جُهَيْنَةَ أَعْصُراً، فمالَكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني وذلك أَنه رآهم يقولون مَلَكٌ، بغير همزة، وهم يريدون مَلأَك فتوهم أن الميم أَصل وأَن مثال مَلَك فَعَلٌ كفَلَكٍ وسَمَكٍ، وإنما مثالهِ مَلأَكٌمَفْعَلٌ، والعين محذوفة أُلزمت التخفيف إلا في الشاذ؛ وهو قوله: فلسْتَ لإنْسِيٍّ، ولكن لمَلأَكٍ تََنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوبُ ومثل غلط رُوَيْشد كثير في شعر الأَعراب الجُفاة. واسْتَلأَكَ له: ذهب برسالته، عن أَبي علي. وفي ترجمة ملك أَشياء كثيرة تتعلق بهذا الحرف فليتأَمل هناك.
لبك: اللَّبْكُ: الخَلْطُ، لَبَكْتُ الأَمْرَ أَلْبُكُه لَبْكاً. اللَّبْكُ واللَّبْكَةُ: الشيء المخلوط. لَبَكَه يَلْبُكه لَبْكاً: خلطه، ولَبِكَ الأَمْرُ لَبَكاً. وسأَل الحسنَ رجلٌ عن مسألة ثم أَعاد عليه فغيَّر مسألته فقال له الحسن: لَبَكْتَ عليّ أَي خلطت عليّ، ويروى: بَكَلْتَ، والتَبَكَ الأَمْرُ: اختلط والتبس. وأَمر مُلْتَبِكٌ: ملتبس، على النسب؛ قال زهير: رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيّ، فاحْتَمَلُوا إلى الظَّهِيرَةِ؛ أَمْرٌ بينهم لَبِكُ أَي ملتبس لا يستقيم رأيهم على شيء واحد. وأَمر لَبِيكٌ أَي مختلط. ولَبَكْتُ السَّوِيقَ بالعسل: خلطته؛ وقال أُمَيّة بن أَبي الصَّلْتِ الثَقَفيّ: إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاء، لُبابَ البُرّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ أَي من لباب البريعني الفالُوذَ. واللَّبِيكَةُ من الغَنَم: كالبَكِيلَة. ابن السكيت عن الكلابيّ قال: أَقول لَبِبيكة من غنم، وقد لَبَكُوا بين الشاء أَي خلطوا بينها، وهو مثل البَكِيلةَ. وقال عَرَّام: رأَيت لُباكةً من الناس ولَبِيكة أَي جماعة. واللَّبِيكة: أَقِطٌ ودقيقٌ أَو تمر ودقيق يخلط ويصب السمن عليه أو الزيت ولا يطبخ. واللَّبْكُ: جمعك الثريد لتأكله. واللَّبَكَةُ، بالتحريك: اللقمة من الثريد، وقيل: القطعة من الثريد أَو الحَيْس. وما ذقت عنده عَبَكَةً ولا لَبَكَةً؛ العَبَكَةُ: الحَبُّ من السويق ونحوه، واللَّبَكَةُ ما تقدم. ويقال: لَبَكَ وبَكَلَ بمعنى كَجَذَب وجَبَذ، وكذلك البَكِيلة واللَّبِيكة.
لحك: لَحَكَه لَحْكاً: أَوْجَره الدواء. واللَّحْكُ: والمُلاحَكَةُ: شدَّةُ التِئَامِ الشَّيءِ بالشَّيء، وقد لُوحِكَ فَتَلاحَكَ، وربما قيل لَحِكَ لَحَكاً، وهي مُمَاتَةٌ. واللَّحْكُ: مُداخلة الشيء في الشيء والتزاقه به؛ يقال: لُوحِك فَقارُ ظهره إذا دخل بعضها في بعض. ومُلاحَكة البُنْيان ونحوه وتَلاحُكه: تلاؤمه؛ قال الأَعشى: ودأياً لَوَاحِك مِثْلَ الفْؤُو سِ، لاءَمَ منها السَّلِيلُ الفَقارا وشيء مُتَلاحِكٌ أَي متداخل. وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا سُرَّ فكأنَّ وجهه المرِآة وكأَنّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وجهَه؛ المُلاحَكةُ: شِدَّة المُلاءَمة أَي لإضاءة وجهه صلى الله عليه وسلم يُرى شخصُ الجُدُر في وجهه فكأنها قد داخلت وجهه. أَبو عبيد: المُتَلاحِكة الناقة الشديدة الخَلْق. واللُّحَكَة: دُويْبَّة قال أَظنها مقلوبة من الحُلَكة؛ وقال ابن السكيت: هي دويبة شبيهة بالعَظايَة تَبْرُق زَرْقاء، وليس لها ذَنَب طويل مثل ذنب العَظاية، وقوائمها خفية.
لدك: اللَّدَكُ: لُزوق الشيء بالشيء كاللَّكَدِ، ورواه الأَزهري عن الليث وقال: إن صح ما قال الليث فإن الأَصل فيه لكِدَ أَي لَصِقَ، ثم قلب فقيل لَدِكَ لَدَكاً، كما قالوا جَذَب وجَبَذ.
لزك: لَزِكَ الجُرْحُ لَزَكاً: تم استواء لحمه ولم يبرأ بعدُ؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لَزِكَ بهذا المعنى ولا بغيره إلا لليث، قال: وما أَراه تصحيفاً والصواب بهذا المعنى الذي ذهب إليه لليث أَرَكَ الجُرْحُ يأرِكُ ويأْرُك أُروكاً إذا صَلَح وتَماثَلَ؛ وقال شمر: هو أَن تسقطُ جُلْبَتُه ويُنْبت لحماً.
لفك: رجل أَلْفَكُ: أَخْرَقُ كألْفَت؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: الأَلْفَكُ والأَلْفَتُ الأَعْسَرُ، وقيل: الأَلْفَتُ الأَحْمقُ. أَبو عمرو: العَفِيك واللَّفِيك المُشْبَعُ حُمْقاً.
لكك: لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً. ضربه بجُمْعه في قفاه، وقيل: هو إذا ضربه ودفعه، وقيل لَكَّه ضربه مثل صَكّه. الأَصمعي: صَكَمْته ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه ولَكَكْتُه كُلُّه إذا دفعته. واللِّكاكُ: الزِّحامُ. والْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إذا ازْدَحم وضرب بعضه بعضاً؛ قال رؤبة: ما وَجَدُوا عند التِكاكِ الدَّوْسِ ومنه قول الراجز يذكر قَلِيباً: صَبَّحْنَ من وَشْحى قَلِيباً سُكّاً، يَطْمُو إذا الوِرْدُ عليه الْتَكَّا وَشْحى: اسم بئر، والسُّكُّ: الضَّيِّقة. وعسكر لَكِيكٌ: مُتَضامٌّ متداخل، وقد التَكَّ. وجاءنا سكرانَ مُلْتَكّاً: كقولك مُلْتَخّاً أَي يابساً من السُّكْر. والتَكَّ الرجل في كلامه: أَخطأَ. والتَكَّ في حُجته. أَبطأَ. واللُّكُّ واللَّكِيكُ: الصُّلْب المُكْتَنِزُ من اللحم مثل الدَّخيس واللَّدِيم؛ قال: وهو المَرمِيُّ باللحم، والجمع اللِّكاكُ. وفرس لَكَِيكُ اللحم والخَلْق: مجتمعه، وعسكر لَكِيك. وقد التَكَّتْ جماعتهم لِكاكاً أَي ازدحمت ازدحاماً. والتَكَّ القوم: ازدحموا. ورجل لُكِّيٌّ: مكتنز اللحم. وناقةٌ لُكِّيَّة ولِكاكٌ: شديدة اللحم مَرْمية به رمياً، وجمل لِكاكٌ كذلك، وجمعها لُكُكٌ ولِكاكٌ على لفظ الواحد، وإن اختلفَ التأويلان. واللُّكالِكُ من الإبل: كاللِّكاكِ؛ قال: أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا، من الذَّرِيحيَّات، جَعْداً آرِكا يَقْصُر مَشْياً، ويَطُولُ بارِكا، كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا ويروى: يقصر يمشي، أَراد يقصر ماشياً فوضع الفعل موضع الإسم، وقال أَبو علي الفارسي: يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وضِخَمِه وتقاربه من الأَرض، فإذا برك رأيته طويلاً لارتفاع سنامه فهو باركاً أَطول منه قائماً، يقول: إنه عظيم البطن فإذا قام قَصُرَ، وإذا برك طالَ، والذَّرِيحِيَّات: الحُمْرُ، وآرِك يعني يرعى الأَراك. أَبو عبيد: اللُّكالِك العظيم من الجمال؛ حكاه عن الفراء. وجمل لُكَالِكٌ أَي ضخم. ولُكَّتْ به: قُذِفت؛ قال الأَعلم:عَنَّتْ له شَفْعاءُ لُكْـ *** ـكَتْ بالبَضِيع لها الجَنائِب ولُكَّ لحمه لَكّاً، فهو مَلْكُوك؛ وأَنشد: واللَّكَكُ: الضَّغْطُ، يقال: لَكَكْتُه لَكّاً. ولَكَّ اللحمَ يَلُكُّه لَكّاً: فَصَله عن عظامه. الليث: اللَّكُّ صِبْغ أحمر يصبغ به جلودُ المِعْزَى للخِفاف وغيرها، هو معروف. واللُّكّ، بالضم: ثُفْلُه يُرَكَّب به النَّصْلُ في النِّصاب، قال ابن سيده: واللُّكَّة واللُّكُّ، بضمهما، عُصارته التي يصبغ بها؛ قال الراعي يصف رَقْمَ هَوادج الأَعراب: بأَحمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفَرا قال ابن بري: وقيل لا يسمى لُكّاً بالضم إلا إذا طبخ واستخرج صِبْغه. وجلد مَلْكُوك: مصبوغ باللُّكِّ. واللَّكَّاء: الجلود المصبوغة باللُّكِّ اسم للجمع كالشَّجْراء. واللُّكُّ واللَّكُّ: ما يُنْحَت من الجلود المَلْكوكة فتشد به نُصُبُ السكاكين. واللَّكِيك: اسم موضع؛ قال الراعي: إذا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِيك تَجاوَبَتْ به، واطَّبَاهَا رَوْضُه وأَبارِقُه ورواه ابن جَبَلَةَ اللَّكاك وهو أَيضاً موضع.
لمك: الليث: لَمَكُ أَبو نوح، ولامَكُ جدُّه، ويقال: نوح بن لَمَك، ويقال: ابن لامَك. وقولهم: ما ذاق لماًكأ أي ماذاق شيئاً، لا يستعمل إلا في النفي. ابن السكيت: يقال ما تَلَمَّجَ عندنا بلَماجٍ ولا تَلَمَّكَ عندنا بلَماكٍ وما ذاق لَماكاً ولا لَماجاً. قال المُفَضَّل: التَّلَمُّكُ تحرّك اللَّحْيين بالكلام أَو الطعام، قال: والتَّلَمُّكُ مثل التلمظ. وتَلَمَّكَ البعيرُ إذا لَوَى لَحْيَيه؛ وأَنشد الفراء: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدِي عليه التَّلَمُّكُ ابن الاعرابي:اللُّماكُ واللَّمْكُ الجِلاء يكحل به العين. أَبو عمرو: اللَّميكُ المكحول العينين، وفي النوادر: اليَلْمَكُ الشاب الشديد، ولا يكون إلى في الرجال.
لوك: اللَّوْكُ: أَهْوَن المَضْغِ، وقيل: هو مضغ الشيء الصُّلْبِ المَمْضَغة تديره في فيك؛ قال الشاعر: ولَوْكُهُمُ جَدْلَ الحَصَى بشفاهِهم، كأَنَّ على أَكْتافِهم فِلَقاً صَخْرا وقد لاكه يَلُوكه لَوْكاً. وما ذاقَ لَواكاً أي ما يُلاك. ويقال: ما لُكْتُ عنده لوَاكاً أي مَضاغاً. ولُكْتُ الشيءَ في فمي أَلُوكُه إذا عَلَكْتَه، وقد لاكَ الفرسُ اللجام. وفلان يلوك أَعراض الناس أي يقع فيهم. وفي الحديث: فإذا هي في فيه يَلُوكُها أي يَمْضَغُها. واللَّوْكُ: إدارة الشيء في الفم. الجوهري في هذه الترجمة: وقول الشعراء أَلِكْني إلى فلان يُريدون كُنْ رسولي وتَحَمَّلْ رسالتي إليه، وقد أكثروا في هذا اللفظ؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ: أَلِكْني إليها، عَمْرَكَ الله يا فَتَى بآيةِ ما جاءتْ إلينا تَهادِيا وقال أَبو ذؤيب الهذلي: أَلِكْني إليها، وخَيْرُ الرَّسُو لِ أَعْلَمُهم بنواحي الخَبَرْ قال: وقياسه أن يقال أَلاكه يُلِيكه إلاكةً، قال: وقد حكي هذا عن أبي زيد وهو إن كان من الأَلُوكِ في المعنى وهو الرسالة فليس منه في اللفظ، لأن الأَلُوك فَعُول والهمزة فاء الفعل، إلا أن يكون مقلوباً أو على التوهم. قال ابن بري: وأَلكني من آلَكَ إذا أَرسل، وأَصله أَأْلِكْني ثم أُخرت الهمزة بعد اللام فصار أَلْئِكْني، ثم خففت الهمزة بأَن نقلت حركتها على اللام وحذفت كما فعل بمَلَكٍ وأَصله مأْلَكٌ ثم مَلأَكٌ ثم مَلَك، قال: وحق هذا أَن يكون في فصل ألك لا فصل لوك، وقد ذكرنا نحن هناك أَكثر هذا الباب.
متك: في التنزيل العزيز: وأَعْتَدَتْ لهنّ مُتَّكَأَ؛ قرأَ أَبو رَجاء العُطارِدِيّ: وأَعتدت لهن مُتْكاً على فعُل، رواه الأعمش عنه، وقال الفراء: واحدة المُتْكِ مُتْكَة مثل بُسْرٍ وبُسْرة وهو الأُتْرُجُّ، وكذا روي عن ابن عباس، وروى أَبو رَوْق عن الضحاك: وأَعتدت لهن مُتْكاً، قال بَزْماوَرْدَ. ابن سيده المُتْك الأُتْرُجُّ، وقيل الزُّماوَرْدُ. قال الجوهري: وأَصل المُتْكِ الزُّماوَرْدُ. قال الفراء: حدثني شيخ من ثقات أَهل البصرة أنه الزُّماوَرْدُ، وقال بعضهم: هو الأُترج حكاه الأَخفش، وقال غيره: المَتْكُ والبَتْكُ القطع، وسميت الأُتْرُجَّة مُتْكاً لأنها تقطع. ابن سيده: والمَتْكُ والمُتْكُ أَنف الذُّباب، وقيل ذكره. والمَتْكُ والمُتْكُ من كل شيء: طرَفُ الزُّبِّ. والمَتْكُ من الإنسان: عِرْق أَسفلَ الكَمَرة، وقيل: بل الجلدة من الإحليل إلى باطن الحُوك وهو العرق الذي في باطن الذكر عند أَسفل حُوقِه، وهو الذي إذا ختن الصبي لم يَكَدْ يبرأ سريعاً، قال: وأَرى أَن كراعاً حكى فيه المُتُكَّ. غيره: والمُتْكُ من الإنسان وتَرَتُه أمام الإحْليل. والمُتْكُ: عرق في غُرْمُول الرجل، قال ثعلب: زعموا أَنه مخرج المني. والمَتْكُ والمُتْكُ من المرأَة: عرق البَظْر، وقيل: هو ما تبقيه الخاتنة. وامرأَة مَتْكاء: بَظْراء، وقيل: المَتْكاء من النساء التي لم تخفض، ولذلك قيل في السَّب: يا ابن المَتْكاء أي عظيمة ذلك. وفي حديث عمرو بن العاص: أنه كان في سفر فرفع عَقِيرتَه بالغناء فاجتمع الناسُ عليه فقرأَ القرآن فتفرّقوا فقال: يا بني المَتْكاء، هو من ذلك، وقيل: أَراد يا بني البَظْراء، وقيل: هي المُفْضاة، وقيل: التي لا تُمْسِك البول. والمَتْك، بفتح الميم وسكون التاء: نبات تَجْمُد عُصارته.
محك: المَحْكُ: المُشارَّة والمُنازعة في الكلام. والمَحْكُ: التمادي في اللَّجاجَة عند المُساوَمة والغَضب ونحو ذلك. والمُماحَكَة: المُلاجَّة، وقد مَحَكَ يَمْحَكُ ومَحِكَ مَحْكاً ومَحَكاً، فهو ماحِك ومَحِك وأَمْحَكَه غيرهُ؛ وقول غَيْلانَ: كل أَغَرَّ مَحِكٍ وغَرَّا إنما أراد الذي يَلِجُّ في عَدْوِه وسيره. وتَماحك البَيِّعان والخَصْمان: تَلاجَّا؛ قال الفرزذق: يا ابنَ المَراغَةِ والهِجاء إذا التَقَتْ أعناقُه، وتَماحَك الخَصْمانِ ورجل مَحِكٌ ومُماحِك ومَحْكانُ إذا كان لَجُوجاً عَسِر الخُلق. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: لا تَضِيق به الأُمورُ ولا تُمْحِكُه الخُصومُ؛ المَحْكُ: اللَّجاج، وفي النوادر: رجل مُمْتحِكٌ ورجل مُسْتَلْحِك ومُتَلاحِك في الغضب، وقد أَمْحَكَ وأَلْكَدَ، يكون ذلك في الغضب وفي البخل. وابن مَحْكان التَّيْمِيّ السَّعْدِى: من شعرائهم.
مرتك: المَرْتَكُ: فارسي معرّب هو بفتح الميم وكسر الكاف صُقْع بالعراق قتل فيه مُصْعَب ابن الزبير، وموضع بدُجَيْل الأهْواز حيث كانت وقعة الحجاج وابن الأشعث.
مصطك: الأزهري في الثلاثي: وأما المَصْطَكا العِلْكُ الرومي فليس بعربي والميم أَصلية والحرف رباعي. ابن الأنباري: المَصْطَكاءُ قال ومثله ثَرْمَداءُ على بناء فَعْلَلاء.
معك: المَعْكُ: الدَّلْكُ، مَعكه في التراب يَمْعَكُه مَعْكاً تَلَكَه، ومعَّكه تَمْعِيكاً: مَرَّغه فيه والتَّمَعُّك: التقلب فيه. وفي الحديث: فَتَمَعَّك فيه أي تَمرَّغ في ترابه؛ قال زهير: أُرْدُدْ يَساراً، ولا تَعنُف عليه، ولا تَمْعَكْ بِعِرْضِك، إنَّ الغادِر المَعِكُ ومَعَكْتُ الأَدِيمَ أَمْعكه مَعْكاً إذا دَلَكْتَهُ دَلْكاً شديداً، ومَعَكه بالحرب والقتال والخصومة: لَواه. ورجل مَعِكٌ: شديد الخصومة. ومَعَكَه دَيْنَه مَعْكاً وماعَكه: لواه. ورجل مَعِكٌ ومِمْعكٌ ومُماعِكٌ: مَطُولٌ. والمَعْكُ: المِطالُ واللَّيُّ بالدين: يقال: مَعَكه بِدَيْنه يَمْعَكه مَعْكاً إذا مَطَله ودافعه، وماعَكه ودَالَكه: ما طَلَه. وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: لو كان المَعْكُ رجلاً لكان رَجُلَ سَوْءٍ. وفي حديث شُرَيْح: المَعْكُ طرف من الظُّلْم، والحمارُ يَتَمَعَّكُ ويَتَمَرَّغُ في التراب. والمَعْكاءُ: الإبل الغِلاظ السِّمان؛ وأَنشد ابن بري للنابغة: الواهِب المائة المَعْكاءَ، زَيَّنَها سَعْدانُ تُوضِحَ في أَوْبارِها اللِّبَدِ والمَعِكُ: الأَحْمق، وقد مَعُكَ مَعاكة؛ أَنشد ثعلب: وطاوَعْتُماني داعِكاً ذا مَعاكَةٍ، لعمْري لقد أوْدى وما خِلْتُهُ يُودي ومَعَكْتُ الرجلَ أَمْعَكُه إذا ذَلَّلْته وأَهنته. وإبلٌ مَعْكَى: كثيرة. ووقعوا في مَعْكُوكاء أي في غُبار وجَلَبة وشرّ، على وزن فَعْلُولاء؛ حكاه يعقوب في البدل كأَنَّ ميم مَعْكُوكاء بدل من باء بَعْكُوكاء أو بضدّ ذلك.
مكك: مَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه يَمُكُّه مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَه ومَكْمَكَهُ: امْتَصَّ جميع ما فيه وشربه كله، وكذلك الضبي إذا استقصى ثدي أُمه بالمص. وقال ابن جني: أَما ما حكاه الأصمعي من قولهم امْتَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه وتَمَكَّكَ وامْتَقَّ وتَمَقَّقَ، فالأظهر فيه أن تكون القاف بدلاً من الكاف. ومَكَّ العظمَ مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَهُ وتَمَكْمَكه: امتص ما فيه من المخ، واسم ذلك الشيء المُكاكة والمُكاكُ. التهذيب: مَكَكْتُ المُخِّ مَكّاً وتَمَكَّكْتُه وتَمَخَّخْتُهُ وتَمَخَّيْتُه إذا استخرجت مُخَّهُ فأَكلته. ومَكَكْتُ الشيء: مَصِصْتُهُ. ورجل مَكَّانُ: مثل مَصَّان ومَلْجان، وهو الذي يَرْضَعُ الغنم من لؤمه ولا يَحْلُب. والمَكُّ: مَصُّ الثدي. ويقال للرجل اللئيم يَرْضَع الشاة من لؤمه: مَكَّانُ ومَلْجانُ. ابن شميل: تقول العرب قَبَحَ اللهُ اسْتَ مَكَّانَ، وذلك إذا أَخطأَ إنسان أو فعل فعلاً قبيحاً يدعى بهذا. والمَكُّ: الازدحام كالبَكِّ. ومَكَّهُ يَمُكُّه مَكّاً: أَهلكه. ومَكَّةُ: معروفة، البلد الحرام، قيل: سميت بذلك لقلة مائها، وذلك أَنهم كانوا يَمْتَكُّون الماء فيها أي يستخرجونه، وقيل: سميت مكة لأنها كانت تَمُكُّ من ظَلَم فيها وأَلْحَدَ أي تهلكه؛ قال الراجز: يا مَكَّة، الفاجِرَ مُكِّي مَكَّا، ولا تَمُكِّي مَذْحِجاً وعَكَّا وقال يعقوب: مكةُ الحرَمُ كله، فأَما بَكَّةُ فهو ما بين الجبلين؛ حكاه في البدل؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا لأنه قد فرق بين مكة وبين بكة في المعنى، وبَيِّنٌ أن معنى البدل والمبدل منه سواء، وتَمَكَكَ على الغريم: أَلَحَّ عليه في اقتضاء الدين وغيره. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تُمَكِّكوا على غرمائكم، يقول لا تُلِحُّوا عليهم إلحاحاً يضر بمعايشهم، ولا تأْخذوهم على عُسْرَة وارْفُقُوا بهم في الاقتضاء والأَخذ وأَنْظِروُهم إلى مَيْسَرة ولا تَسْتَقْصُوا؛ وأصله مأْخوذ من مَكَّ الفصيلُ ما في ضَرْع أُمه وامْتَكَّه إذا لم يُبْق فيه من اللبن شيئاً إلا مَصَّهُ. قال الأزهري: سمعت كلابِيّاً يقول لرجل عَنَّتَهُ. قد مَكَكْتَ رُوحِي؛ أراد أنه أَحْرَجه بلَجاجِه فيما أشكاه. والمَكْمَكَةُ: التَّدَحْرُج في المَشْيِ. والمَكُّوكُ: طاسٌ يشرب به، وفي المحكم: طاس يشرب فيه أَعلاه ضيق ووسطه واسع. والمَكُّوكُ: مكيال معروف لأهل العراق، والجمع مَكاكِيكُ ومَكاكِيّ على البدل كراهية التضعيف، وهو صاع ونصف وهو ثلاث كَيْلَجات، والكَيْلَجَة مَناً وسبعة أَثمان مَناً، والمَنا رطلان، والرطل اثنتا عشرة أُوقِيَّةً، والأُوقِيَّةُ إسْتار وثلثا إِسْتار، والإسْتار أَربعة مثاقيل ونصف، والمثقال درهم وثلاثة أَسباع درهم، والدرهم ستة دوانِىقَ، والدَّانِقُ قيراطان، والقيراطُ طَسُّوجانِ، والطَّسُّوجُ حَبَّتان، والحبة سدس ثمن درهم، وهو جزء من ثمانية وأَربعين جزءاً من درهم؛ زاد ابن بري: الكُرُّ ستون قفيزاً، والقفيز ثمانية مَكاكيك، والمَكُّوكُ صاع ونصف وهو ثلاث كَيْلَجات، وفي حديث أَنس: أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بمَكُّوكٍ ويغتسل بخمسة مَكاكِيكَ، وفي رواية: بخَمْسةِ مَكاكِيَّ؛ أراد بالمَكُّوك المُدَّ، وقيل الصاع، والأول أشبه لأنه جاء في حديث آخر مفسراً بالمدّ. والمَكاكِيُّ؛ جمع مَكُّوكٍ على إبدال الياء من الكاف الأخيرة، قال: والمَكُّوكُ اسم للمكيال، قال: ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد. وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله: صُوَاعَ المَلِك، قال: كهيئة المَكُّوك، وكان للعباس مثله في الجاهلية يشرب به. وضَرَبَ مَكُّوكَ رأْسه على التشبيه. وامرأَة مَكْماكَةٌ ومُتَمَكْمِكَةٌ: ككَمْكامَة، ورجل مَكْماكٌ كذلك، الأزهري في هذه الترجمة: والمُكَّاءُ طائر وجمعه مَكاكِيُّ، قال: وليس المُكَّاءُ من المضاعف ولكنه من المعتل بالواو من مَكا يَمْكُو إذا صَفَر، وسيأْتي ذكره في موضعه إن شاء الله.
ملك: الليث: المَلِكُ هو الله، تعالى ونقدّس، مَلِكُ المُلُوك له المُلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكهم. وفي التنزيل: مالك يوم الدين؛ قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة: مَلِك يوم الدين، بغير أَلف، وقرأَ عاصم والكسائي ويعقوب مالك، بأَلف، وروى عبد الوارث عن أَبي عمرو: مَلْكِ يوم الدين، ساكنة اللام، وهذا من اختلاس أبي عَمرو، وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين، وقال: كل من يَمْلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم، ومال الثوب، ومالكُ يوم الدين، يَمْلِكُ إقامة يوم الدين؛ ومنه قوله تعالى: مالِكُ المُلْكِ، قال: وأما مَلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من هؤلاء، ولم يريد أَنه يملك هؤلاء، وقد قال تعالى: مالِكُ المُلْك؛ أَلا ترى أنه جعل مالكاً لكل شيءٍ فهذا يدل على الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبي عبيد واختاره. والمُلْكُ: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ ومُلْكُ الله تعالى ومَلَكُوته: سلطانه وعظمته. ولفلان مَلَكُوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُلْكه؛ عن اللحياني، والمَلَكُوت من المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ، ويقال للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ، يقال: له مَلَكُوت العراق ومَلْكُوةُ العراق أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ، وهو المُلْكُ والعِزُّ. وفي حديث أَبي سفيان: هذا مُلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر اللام وفي الحديث: هل كان في آبائه مَنْ مَلَكَ؟ يروى بفتح الميمين واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام. والْمَلْكُ والمَلِكُ والمَلِيكُ والمالِكُ: ذو المُلْكِ. ومَلْك ومَلِكٌ، مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ، كأن المَلْكَ مخفف من مَلِك والمَلِك مقصور من مالك أو مَلِيك، وجمع المَلْكِ مُلوك، وجمع المَلِك أَمْلاك، وجمع المَلِيك مُلَكاء، وجمع المالِكِ مُلَّكٌ ومُلاَّك، والأُمْلُوك اسم للجمع. ورجل مَلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة، والكثير مُلُوكٌ، والاسم المُلْكُ، والموضع مَمْلَكَةٌ. وتَمَلَّكه أي مَلَكه قهراً. ومَلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْلَكُوه: صَيَّروه مَلِكاً؛ عن اللحياني. ويقال: مَلَّكَه المالَ والمُلْك، فهو مُمَلَّكٌ؛ قال الفرزدق في خال هشام بن عبد الملك: وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَلَّكاً، أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبه يقول: ما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملَّك أَبو أُم ذلك المُمَلَّكِ أَبوه، ونصب مُمَلَّكاً لأنه استثناء مقدّم، وخال هشام هو إبراهيم بن إسماعيل المخزومي. وقال بعضهم: المَلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره، والمَلْكُ لغير الله. والمَلِكُ من مُلوك الأرض، ويقال له مَلْكٌ، بالتخفيف، والجمع مُلُوك وأَمْلاك، والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخَوَل. والمَلَكة: مُلْكُكَ، والمَمْلَكة: سلطانُ المَلِك في رعيته. ويقال: طالت مَمْلَكَتُه وساءت مَمْلَكَتُه وحَسُنَت مَمْلَكَتُه وعَظُم مُلِكه وكَثُر مُلِكُه. أَبو إسحق في قوله عزّ وجل: فسبحان الذي بيده مَلَكُوتُ كل شيء؛ مَعناه تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة، قال: وقوله تعالى ملكوت كل شيء أي القدرة على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم. ويقال: ما لفلان مَولَى مِلاكَةٍ دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى. ابن سيده: المَلْكُ والمُلْكُ والمِلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، مَلَكه يَمْلِكه مَلْكاً ومِلْكاً ومُلْكاً وتَمَلُّكاً؛ الأخيرة عن اللحياني، لم يحكها غيره. ومَلَكَةً ومَمْلَكَة ومَمْلُكة ومَمْلِكة: كذلك. وما له مَلْكٌ ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومُلُكٌ أي شيء يملكه؛ كل ذلك عن اللحياني، وحكي عن الكسائي: ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء؛ بهذا فسره اللحياني، وقال ليس له شيء يملكه. وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إياه تَمْليكاً جعله مِلْكاً له يَمْلِكُه. وحكى اللحياني: مَلِّكْ ذا أَمْرٍ أَمْرَه، كقولك مَلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: ولي في هذا الوادي مَلْكٌ وملْك ومُلْك ومَلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً ومالاً وغير ذلك مما تَمْلِكه، وقيل: هي البئر تحفرها وتنفرد بها. وجاء في التهذيب بصورة النفي: حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَلْكٌ ولا نَفْرٌ، بالراء غير معجمة، ولا مِلْكٌ ولا مُلْك ولا مَلَكٌ؛ يريد بئراً وماء أي ما له ماء. ابن بُزُرْج: مياهنا مُلُوكنا. ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة، وقالوا: الماء مَلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم أي يقوم به الأمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي: ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم، إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: ومن أَمثالهم: الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء، يضرب للشيء الذي به كمال الأمر. وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِلْك ولا مَلْكٌ ولا مُلْكٌ إذا لم يكن لهم ماء. ومَلَكَنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا على مَلْكِ أَمْرِنا. وهذا مِلْك يَميني ومَلْكُها ومُلْكُها أي ما أَملكه؛ قال الجوهري: والفتح أفصح. وفي الحديث: كان آخر كلامه الصلاة وما مَلَكَتْ أَيمانكم، يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم، وقيل: أَراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة، وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر، رضي الله عنه، هذا المعنى حين قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة. وأَعطاني من مَلْكِه ومُلْكِه؛ عن ثعلب، أي مما يقدر عليه. ابن السكيت: المَلْكُ ما مُلِكَ. يقال: هذا مَلْكُ يدي ومِلْكُ يدي، وما لأَحدٍ في هذا مَلْكٌ غيري ومِلْكٌ، وقولهم: ما في مِلْكِه شيء ومَلْكِه شيء أي لا يملك شيئاً. وفيه لغة ثالثة ما في مَلَكَته شيء، بالتحريك؛ عن ابن الأَعرابي. ومَلْكُ الوَليِّ المرأَةَ ومِلْكُه ومُلْكه: حَظْرُه إياها ومِلْكُه لها. والمَمْلُوك: العبد. ويقال: هو عَبْدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ومَمْلِكة؛ الأخيرة عن ابن الأعرابي، إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. وفي التهذيب: الذي سُبيَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. ابن سيده: ونحن عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لا قِنٍّ أي أَننا سُبِينا ولم نُمْلَكْ قبلُ. ويقال: هم عبِيدُ مَمْلُكة، وهو أن يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار. والعَبْدُ القنّ: الذي مُلِك هو وأَبواه، ويقال: القِنُّ المُشْتَرَى. وفي الحديث: أن الأَشْعَثَ بن قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية، فلما أَسلموا أَبَوْا عليه، فقالوا: يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد مَمْلُكة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ؛ المَمْلُكة، بضم اللام وفتحها، أن يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار. وطال مَمْلَكَتُهم الناسَ ومَمْلِكَتُهم إياهم أي مِلْكهم إياهم؛ الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً. وطال مِلْكُه ومُلْكه ومَلْكه ومَلَكَتُه؛ عن اللحياني، أَي رِقُّه. ويقال: إنه حسن المِلْكَةِ والمِلْكِ؛ عنه أَيضاً. وأَقرّ بالمَلَكَةِ والمُلُوكةِ أي المِلْكِ. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ سَيءُ المَلَكَةِ، متحرّك، أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك. ويقال: فلان حَسَنُ المَلَكة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه. وفي الحديث: حُسْنُ المَلَكة نماء، هو من ذلك. ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها التي يزعمون أنها تقتادها، على التشبيه، واحدها مَلِيكٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ يريد يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النحل أَميره. والمَمْلَكة والمُمْلُكة: سلطانُ المَلِكِ وعَبيدُه؛ وقول ابن أَحمر: بَنَّتْ عليه المُلْكُ أَطْنابها، كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ قال ابن الأَعرابي: المُلْكُ هنا الكأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، ولذلك رفع الملك والكأْس معاً بجعل الكأْس بدلاً من الملك؛ وأَنشد غيره: بنَّتُ عليه المُلْكَ أَطنابَها فنصب الملك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَلَّكاً وليس بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، ورواه ثعلب بنت عليه الملك، مخفف النون، ورواه بعضهم مدَّتْ عليه الملكُ، وكل هذا من المِلْكِ لأن المُلْكَ مِلْكٌ، وإنما ضموا الميم تفخيماً له. ومَلَّكَ النَّبْعَةَ: صَلَّبَها، وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها. وتَمالَكَ عن الشيء: مَلَكَ نَفْسَه. وفي الحديث: امْلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا عليك. وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك. وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما تَماسَك ولا يَتَماسَك. وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أن يحبس نفسه؛ قال الشاعر: فلا تَمَلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا ويقال: نفسي لا تُمالِكُني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني. وفلان ما له مَلاكٌ، بالفتح، أي تَماسُكٌ. وفي حديث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك. وإذا وصف الإنسان بالخفة والطَّيْش قيل: إنه لا يَتَمالَكُ. ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه: قِوامُه الذي يُمْلَكُ به وصَلاحُه. وفي التهذيب: ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه، ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به. وفي الحديث: مِلاكُ الدين الورع؛ الملاك، بالكسر والفتح: قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه، وقالوا: لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكاً وإما مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً أي إما أن أَهْلِكَ وإما أن أَمْلِكَ. والإمْلاك: التزويج. ويقال للرجل إذا تزوّج: قد مَلَكَ فلانٌ يَمْلِكُ مَلْكاً ومُلْكاً ومِلْكاً. وشَهِدْنا إمْلاك فلان ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأخيرتان عن اللحياني، أي عقده مع امرأته. وأَمْلكه إياها حتى مَلَكَها يَمْلِكها مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً: زوَّجه إياها؛ عن اللحياني. وأُمْلِكَ فلانُ يُمْلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَيضاً. وقد أَمْلَكْنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها؛ وجئنا من إمْلاكه ولا تقل من مِلاكِه. وفي الحديث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن الأثير: المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح. وقال الجوهري: لا يقال مِلاك ولا يقال مَلَك بها ولا أُمْلِك بها. ومَلَكْتُ المرأَة أي تزوّجتها. وأُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحياني، وقيل: جُعِل أَمر طلاقها بيدها. قال أَبو منصور: مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها، بالتشديد، أكثر من أُمْلِكَت؛ والقلب مِلاكُ الجسد. ومَلَك العجينَ يَمْلِكُه مَلْكاً وأَمْلَكَه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده. وفي حديث عمر: أَمْلِكُوا العجين فإِنه أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين؛ أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من الماء لجَوْدة العجْن. ومَلَكَ العجينَ يَمْلِكه مَلْكاً: قَوِيَ عليه. الجوهري: ومَلَكْتُ العجين أَمْلِكُه مَلْكاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛ قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة: مَلَكْتُ بها كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها، يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها يعني شَدَدْتُ بالطعنة. ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً: فَمَلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها، كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ قال: مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من القشر شيئاً تَتمالك القوسُ به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق، وهو يجعلون عليها عَقَباً إِذا لم يكن عليها قشر، يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛ الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة: يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ، ويروى فمن لك، والأَول أَجود؛ أَلا ترى إِلى قول الشماخ يصف نَبْعَةً: فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها، وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ والتَّمْصِيع: أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك أَصلب لها؛ قال ابن بري: ويروى فمظَّعَها، وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى يجف. ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عن ابن الأَعرابي. وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَيضاً. ومَلْكُ الطريق ومِلْكُه ومُلْكه: وسطه ومعظمه، وقيل حدّه؛ عن اللحياني. ومِلْكُ الوادي ومَلْكه ومُلْكه: وسطه وحَدّه؛ عنه أَيضاً. ويقال: خَلِّ عن مِلْكِ الطريق ومِلْكِ الوادي ومَلْكِه ومُلْكه أَي حَدِّه ووسطه. ويقال: الْزَمْ مَلْكَ الطريق أَي وسطه؛ قال الطِّرمّاح: إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ رَتِيمَ الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ وفي حديث أَنس: البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها، وإِياك والمَمْلُكَةَ، قال شمر: أَراد بالمَمُلُكة وَسَطَها. ومَلْكُ ا لطريق ومَمْلُكَتُه: مُعْظمه ووسطه؛ قال الشاعر: أَقامَتْ على مَلْكِ الطريقِ، فمَلْكُه لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبه ومُلُك الدابة، بضم الميم واللام: قوائمه وهاديه؛ قال ابن سيده: وعليه أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكسائي من قول الأَعرابي: ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ، وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه. أَبو عبيد: جاءنا تَقُودُه مُلُكُه يعني قوائمه وهاديه، وقوام كل دابة مُلُكُه؛ ذكره عن الكسائي في كتاب الخيل، وقال شمر: لم أَسمعه لغيره، يعني المُلُك بمعنى القوائم. والمُلَيْكَةُ: الصحيفة. والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَرَ، وفي التهذيب: مَقاوِلُ من حمير كتب إِليهم النبي، صلى الله عليه وسلم: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ، ورَدْمانُ موضع باليمن. والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة. ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْلِك ومُمَلَّكٌ ومِلْكانُ، كلها: أَسماء؛ قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَلَكِ الموت وهو قوله: غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأن مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه في المعتل. والمَلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكسائي: أَصله مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن الزبير: فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكن لِمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل مَلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ: وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه، سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله: فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها، وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ وفيها يقول في صفة الهلال: لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير: أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت. وفي الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام، يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من مَأْلَكٍ، ومَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أن يذكر في فصل أَلك لا في فصل ملك. ومالِكٌ الحَزينُ: اسم طائر من طير الماء. والمالِكان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة. ابن الأَعرابي: أَبو مالك كنية الكِبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَلَكه وغلبه؛ قال الشاعر: أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني، أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا ويقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ وقال آخر: بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ: أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ وأَبو مالك: كنية الجُوعِ؛ قال الشاعر: أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ، يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ ومِلْكانُ: جبل بالطائف. وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال: كل ما في العرب مِلْكان، بكسر الميم، إِلاَّ مَلْكان بن حزم بن زَبَّانَ فإِنه بفتحها. ومالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة: لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك *** لَذو عَبْرةٍ، كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ
مهك: مَهْكَةُ الشَّبابِ ومُهْكَتُه: نَفْخَته وامتِلاؤه وارْتِواؤه وماؤه. يقال: شابٌّ مُمَهَّكٌ، ومُهْكَتُه، بالضم، أَعلى. والمُمَهَّكُ أَيضاً: الطويل. ومَهَكَ الشيء يَمْهَكُِه مَهْكاً ومَهَّكَه: سحقه فبالغ. ويقال: مَهَكْتُ الشيء إِذا مَلَّسْتَه؛ قال النابغة: إِلى الملكِ النُّعْمانِ، حين لَقِيتُه، وقد مُهِكَتْ أَصلابُها والجناجِنُ قال: مُهِكَتْ مُلِّسَتْ. ومَهَكْتُ السهم: مَلَّسْتُه.
نبك: النَّبَكَة: أَكَمة مُحَدَّدة الرأْس، وربما كانت حمراء ولا تخلو من الحجارة، وقيل: هي الأَرض فيها صَعُود وهَبُوط، والجمع نَبَك، بالتحريك، ونِباكٌ. الأَزهري: شمر فيما قرأَ بخطه هي رَوابٍ من طين، واحدتها نَبَكَة. قال: وقال ابن شميل النَّبْكة مثل الفَلْكة أَي أَن الفَلْكة أَعلاها مُدوَّر مجتمع، والنَّبْكَة رأْسها محدَّد كأَنه سِنان رمح، وهما مُصْعِدَتانِ. وقال الأَصمعي: النَّبْكُ ما ارتفع من الأَرض؛ قال طرفه: تَتَّقِي الأَرضَ بِرُجٍّ وُقَّحٍ، وَرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأَكَمْ قال أَبو منصور: والذي سمعته من العرب في النَّبَكَة وشاهدتهم يُومِئُون إِليها كل رابية من روابي الرمال كانت مُسَلَّكَة ا لرأْس ومحَدَّدته. الجوهري: النِّباكُ التِّلال الصغار. ومكان نابِكٌ أَي مرتفع؛ ومنه قول ذي الرمة: وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغَرَّقَتْ جَوارِيه جُذْعانَ الهِضابِ النَّوابِك ونَبْكٌ ونُبُوكٌ ونُباكة: مواضع. وتَنْبُوكُ: اسم موضع؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على تائه بالزيادة وإِن لم نقض على التاء إِذا كانت أَوَّلاً بالزياة إِلاَّ بدليل، لأَنها لو كانت أصلاً لكان وَزْنُ الحرف فَعْلولاً وهذا البناء خارج عن كلامهم إِلاَّ ما حكاه سيبويه من قولهم: بنو صَعْفُوقٍ؛ قال رؤبة: بشِعْبِ تَنْبُوكَ وشِعْبِ العَوْثَبِ
نتك: النَّتْكَ: شبيه بالنَّتْف، يمانية، نَتَكَ يَنْتِكُ نَتْكاً. الليث: النَّتْكُ جَذْبُ الشيء تَقْبِضُ عليه ثم تكسره إِليك بجَفْوَةٍ. قال أَبو منصور: وهو النَّتْرُ أَيضاً. يقال: نَتَر ذكره ونَتَكه إِذا استبرأَ بعدما بال.
نزك: النِّزْكُ، بالكسر: ذكَر الوَرَل والضَّبِّ، وله نِزْكانِ على ما تزعم العرب، ويقال نِزْكانِ أَي قضِيبان، ومنهم من يقول نَيْزكانِ وللأُنثى قُرْنتان؛ قال الأَزهري: وأَنشدني غلام من بني كُلَيْبٍ: تَفَرَّقْتُمُ، لا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ، تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ وقال أَبو الحجاج يصف ضبّاً، وقال ابن بري هو لحُمْرانَ ذِي الغُصَّة، وكان قد أَهدى ضِباباً لخالد ين عبد الله القَسْرِيّ فقال فيها: جَبَى العامَ عُمَّالُ الخَراجِ، وحِبْوَتي مُحَلَّقَةُ الأَذْناب، صُفْرُ الشَّواكِلِ رَعَيْن الدَّبى والنَّقْدَ، حتى كأَنَّما كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثيابَ المَراجِلِ تَرى كُلَّ ذيَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ، سَما بين عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ سِبَحْلٌ له نِزْكانِ، كانا فَضِيلَةً على كل حافٍ في الأَنام، وناعِلِ وحكى ابن القَطَّاع فيه النَّزْكَ، بالفتح أَيضاً. قال أَبو زياد: الضب له نِزْكانِ، وكذلك الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ، وجمعه طِحْنانٌ، وللضَّبَعة والوَرَلَةِ رَحِمانِ؛ أَنشد أَبو عثمان عمرو بن بَحْرٍ الجاحظ لامرأَة وقد لامها ابنها في زوجها: وَدِدْتُ لو انه ضَبًّ، وأَني ضُبَيْبِةُ كُذْيَةٍ، وَحَداً خَلاءَا أَرادت بأَنه له أَيْرَيْنِ وأَن لها رَحِمين شَبَقاً وغُلمةً؛ ورأَيت في حواشي أَمالي ابن بري بخط فاضل أَن المُفَجَّعَ أَنشد في التَّرْجُمان عن الكسائي: تفرَّقتمُ، لا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ، تفرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ، والأصلُ واحدُ قال: رماهم بالقِلَّة والذِّلَّة والقطيعة والتفرُّق، قال: ويقال إن أَير الضب له رأْسان والأَصل واحد على خلقة لسان الحية، ولكل ضبة مَسْلَكانِ. والنَّزْكُ: الطعن بالنَّيْزَك. والنَّيْزَكُ: الرمح الصغير، وقيل: هو نحو المِزْراقِ، وقيل: هو أَقصر من الرمح، فارس معرب، وقد تكلمت به الفصحاء؛ ومنه قول العجاج: مُطَرَّرٌ كالنَّيْزَكِ المُطْرُور وفي الحديث: أَن عيسى، عليه السلام، يقتل الدجال بالنَّيْزَكِ، والجمع النَّيازِكُ؛ قال ذو الرمة: أَلا من لِقَلْبٍ لا يَزالُ كأَنه، من الوَجْدِ، شَكَّتْه صُدور النَّيازِكِ؟ وفي حديث ابن ذي يَزَنٍ: لا يَضْجَرُونَ وإِنْ كَلَّتْ نَيازِكُهم هي جمع نَيْزَك للرمح القصير، وحقيقته تصغير الرمح بالفارسية. ورمح نَيْزَك: قصير لا يُلْحَقُ؛ حكاه ثعلب، وبه يقتل عيسى، عليه السلام، الدجال. ونَزَكَه نَزْكاً: طعنه بالنَّيْزَك، وكذلك إِذا نَزَعَه وطَعَن فيه بالقول. والنَّيْزَكُ: ذو سِنانٍ وزُجٍّ، والعُكاز زُجٌّ ولا سنان له. والنَّزْكُ: سُوءُ القول في الإِنسان ورَمْيُك الإِنسان بغير الحق. وتقول: نَزَكَه بغير ما رأَى منه. ورجل نُزَكٌ: طَعَّان في الناس، وفي الصحاح: ورجل نَزَّاك أَي عَيَّاب. أَبو زيد: نَزَكْتُ الرجل إِذا خَرَّقْتَه. وفي حديث أَبي الدرداء ذَكَر الأَبْدَال فقال: ليسوا بنَزَّاكين ولا مَعْجِبِينَ ولا مُتَماوِتِينَ؛ النَّزَّاك: الذي يَعِيبُ الناس. يقال: نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه، كما يقالُ: طَعَنْتُ عليه وفيه، وأَصله من النَّيْزَكِ للرُّمْح القصير. وفي حديث ابن عَوْنٍ وذُكِرَ عنده شَهْرُ بن حَوْشَبٍ فقال: إِن شَهْراً نَزَكُوه أَي طعنوا عليه وعابوه.
نسك: النُّسْكُ والنُّسُك: العبادة والطاعة وكل ما تُقُرب به إِلى الله تعالى، وقيل لثعلب: هل يسمى الصوم نُسُكاً؟ فقال: كل حق لله عزَّ وجل يسمى نُسُكاً. نَسَك لله تعالى يَنْسُكُ نَسْكاً ونِسْكاً ونَسُكَ، الضم عن اللحياني، وتَنَسَّك. ورجل ناسِك: عابد. وقد نَسَك وتَنَسَّكَ أَي تعبد. ونَسُك، بالضم، نَساكة أَي صار ناسكاً، والجمع نُسَّاك. والنُسّكُ والنِّسِيكة: الذبيحة، وقيل: النُّسُك الدم، والنَّسِيكة: الذبيحة، تقول: من فعل كذا وكذا فعليه نُسُك أَي دم يُهَرِيقُه بمكة، شرفها الله تعالى، واسم تلك الذبيحة النَّسِيكَة، والجمع نُسُك ونَسَائِكُ. والنُّسُك: ما أَمرت به الشريعةُ، والوَرَع: ما نَهَتْ عنه. والمَنْسَك والمَنْسِكُ: شِرْعة النَّسْك. وفي التنزيل: وأَرِنا مَنَاسِكَنا؛ أَي مُتَعَبَّداتِنا، وقيل: المَنْسَكُ النَّسْك نفسه. والمَنْسِكُ: الموضع الذي تذبح فيه النَّسِيكة والنَّسائك. النضر: نَسَك الرجلُ إِلى طريقة جميلة أَي داوم عليها. ويَنْسُكون البيتَ: يأْتونه. وقال الفراء: المَنْسَكُ المَنْسِكُ في كلام العرب الموضع المعتاد الذي تعتاده. ويقال: إِنَّ لفلان مَنْسِكاً يعتاده في خير كان أَو غيره، وبه سميت المَناسِكُ. وقال أَبو إِسحق: قرئً لكل أُمة جعلنا مَنْسَكاً، ومَنْسِكاً، قال: والنَّسْكُ في هذا الموضع يدل على معنى النَّحْر كأَنه قال: جعلنا لكل أُمة أَن تَتَقربَ بأن تذبح الذبائح لله، فمن قال مَنْسِك فمعناه مكان نَسْك مثل مَجلِس مكان جلوس، ومن قال مَنْسَك فمعناه المصدر نحو النُّسُك والنُّسُوك. غيره: والمَنْسَك والمَنْسِك الموضع الذي تذبح فيه النُّسُك، وقرئَ بهما قوله تعالى: جعلنا مَنْسَكاً هم ناسِكوه. ابن الأَثير: قد تكرر ذكر المَناسِك والنُّسُك والنَّسِيكة في الحديث، فالمَنَاسك جمع مَنْسَك ومَنْسِك، بفتح السين وكسرها، وهو المُتَعَبَّد ويقع على المصدر والزمان والمكان، ثم سميت أُمور الحج كلها مَناسك. والمَنْسَك والمَنْسِك: المَذْبَحُ. وقد نَسَكَ يَنْسُك نَسْكاً إِذا ذبح. ونَسَك الثوب: غسله بالماء وطهره، فهو مَنْسوك؛ قال: ولا يُنْبِتُ المَرْعَى سِباخُ عُراعِرٍ، ولو نُسِكَتْ بالماء سِتَّةَ أَشْهُرِ وأَرض ناسِكة: خضراء حديثة المطر، فاعلة بمعنى مفعولة. والنَّسِيك: الذهب، والنَّسِيك: الفضة؛ عن ثعلب. والنَّسِيكة: القطعة الغليظة منه. ابن الأَعرابي: النُّسُك سَبائك الفضة كلُّ سَبِيكة منها نسيكة، وقيل للمتعبد ناسِكٌ لأَنه خَلَّص نفسه وصفاها لله تعالى من دَنَسِالآثام كالسَّبيكة المُخَلَّصة من الخَبَثِ. وسئل ثعلب عن الناسك ما هو فقال: هو مأْخوذ من النَّسِيكة وهو سَبِيكة الفِضة المُصَفَّاة كأَنه خَلَّص نفسه وصفاها لله عز وجل. والنُّسَك، بضم النون وفتح السين: طائر؛ عن كراع.
نطك: التهذيب في الثلاثي: أَنطَاكِيَةُ اسم مدينة، قال: وأُراها رُومية.
نفك: الليث: النَّفَكَة لغة في النَّكَفَة وهي الغُدَّة.
نكك: روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي: نَكْنَكَ غريمه إِذا تشدَّدَ عليه.
نلك: النُّلْك والنِّلْكُ: شجر الدُّبِّ، واحدتها نُلْكَة ونِلْكَة، وهي شجرة حَمْلُها زُعْرُورٌ أَصْفَرُ. وقال أَبو حنيفة: النُّلْكُ، بضم النون، شجرة الزُّعْرُورِ، واحدته نُلْكة ونِلكة، قال: ويقال لها شجرة الدُّبِّ، قال: ولم أَجد ذلك معروفاً.
نهك: النَّهْكُ: التَّنَقُّضُ. ونَهَكَتْه الحُمَّى نَهْكاً ونَهَكاً ونَهاكةً ونَهْكَةً: جَهَدَتْه وأَضْنَتْه ونَقَصَتْ لَحْمَه، فهو مَنْهُوك، رُؤِيَ أَثَر الهُزالِ عليه منها، وهو من التنقص أَيضاً، وفيه لغة أُخرى: نَهِكَتْه الحمى، بالكسر، تَنْهَكُه نَهَكاً، وقد نُهِكَ أَي دَنِف وضَنِيَ. ويقال: بانت عليه نَهْكَةُ المرض، بالفتح، وبَدَتْ فيه نَهْكَةٌ. ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الحوض إِذا ربت جميع ما فيه؛ قال ابن مقبل يصف إِبلاً: نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياض إِذا غَدَتْ عليه، وقد ضَمَّ الضَّرِيبُ الأَفاعِيَا ونَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فلم يبق في ضرعها لبن. وفي حديث ابن عباس: غير مُضِرٍّ بنَسْلٍ ولا ناهِكٍ في حَلَبٍ أَي غير مبالغ فيه. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال للخافضة: أَشِمِّي ولا تَنُهَكي أَي لا تُبالغي في استقصاء الختان ولا في إِسْحاتِ مَخفِضِ الجارية، ولكن اخْفِضِي طُرَيفَه. والمَنْهوك من الرجز والمنْسرح: ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه كقوله في الرجز: يا ليتني فيها جَذَعْ وقوله في المنسرح: وَيْلُ امّه سَعْدٍ سعْدَا وإِنما سمي بذلك لأَنك حذفت ثلثيه فَنَهَكْتَه بالحذف أَي بالغت في إمراضه والإِجحاف به. والنَّهْك: المبالغة في كل شيء. والنّاهِك والنَّهِيكُ: المبالغ في جميع الأَشياء. الأَصمعي: النَّهْك أَن تبالغ في العمل، فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل: انْتَهَكَ عِرْضَه. والنَّهِيكُ والنِّهُوكُمن الرجال: الشجاعُ، وذلك لمبالغته وثَباته لأَنه يَنْهَك عَدُوَّه فيَبْلُغ منه، وهو نَهِيكٌ بَيِّنُ النَّهاكة في الشجاعة، وهو من الإِبل الصَّؤُولُ القويّ الشديد؛ وقول أَبي ذؤيب: فلو نُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ نَهِيكِ السلاحِ، حَدِيدِ البَصَرْ أَراد أَن سلاحه مبالِغٌ في نَهْك عدوه. وقد نَهُكَ، بالضم، يَنْهُكُ نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بالشجاعة وصار شجاعاً. وفي حديث محمد بن مسلمة: كان من أَنْهَكِ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي من أَشجعهم. ورجل
نَهِيكٌ أَي شجاع؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: وأَعْلم أَنَّ الموتَ لا بُدّ مُدْرِكٌ، نَهِيكٌ على أَهلِ الرُّقَى والتَّمائمِ فسره فقال: نَهِيكٌ قويّ مُقْدِم مبالغ. ورجل مَنْهُوك إِذا رأَيته قد بَلَغ منه المرض. ومَنْهوكُ البدن: بَيِّنُالنَّهْكَة في المرض. ونَهَك في الطعام: أَكل منه أَكلاً شديداً فبالغ فيه؛ يقال: ما ينفك فلان يَنْهَك الطعام إِذا ما أَكل يشتد أَكلُه. ونَهَكْتُ من الطعام أَيضاً: بالَغْتُ في أَكله. ويقال: انْهَك من هذا الطعام، وكذلك عِرْضَه، أَي بالِغْ في شتمه. الأَزهري عن الليث: يقال ما يَنْهَكُ فلان يصنع كذا وكذا أَي ما ينفك؛ وأَنشد: لم يَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا أَي ضَرْباً إِذا سكتوا؛ قال الأَزهري: ما أَعرف ما قاله الليث ولا أَدري ما هو لم أَسمع لأَحد ما يَنْهَكُ يصنع كذا أَي ما ينفك لغير الليث، ولا أَحقُّه. وقال الليث: مررت برجل ناهيكَ من رجل أَي كافيك وهو غير مُشْكل. ورجل يَنْهَكُ في العدُوّ أَي يبالغ فيهم. ونَهَكه عُقوبةً. بالغ فيها يَنْهَكه نَهْكاً. ويقال: انْهَكْهُ عقوبةً أَي بْلُغْ في عقوبته. ونَهَكَ الشيءَ وانْتَهَكَه: جَهده. وفي الحديث: لِيَنْهَكِ الرجلُ ما بين أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ أَي ليُقْبِل على غسلها إِقبالاً شديداً ويبالغ في غسل ما بين أصابعه في الوضوء مبالغة حتى يُنْعِمَ تنظيفَها، أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ في إِحراقه. وفي الحديث أَيضاً: انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها النارُأَي بالغوا في غسلها وتنظيفها في ا لوضوء، وكذلك يقال في الحث على القتال. وفي حديث يزيد بن شجرةَ حين حَضَّ المؤمنين الذين كانوا معه في غزاة وهو قائدهم على قتال المشركين: انْهَكوا وجُوهَ القوم يعني اجْهَدُوهم أَي ابْلُغُوا جُهْدَكم في قتالهم؛ وحديث الخَلُوق: اذْهَبْ فانْهَكْه، قاله ثلاثاً، أَي بالغْ في غسله. ونَهَكْتُ الثوبَ، بالفتح، أَنْهَكُه نَهْكاً: لبسته حتى خَلَقَ. والأَسَدُ نَهِيكٌ، وسيف نَهيكٌ أَي قاطع ماض. ونَهَكَ الرجلَ يَنْهكُه نَهْكةً ونَهاكةً: غلبه. والنَّهِيك من السيوف: القاطع الماضي. وانْتِهاكُ الحُرْمة: تناُلُها بما لا يحل وقد انْتَهَكها. وفي حديث ابن عباس: أَن قوماً قَتَلُوا فأَكثروا وزَنَوْا وانْتَهَكُوا أَي بالغوا في خَرْق محارم الشرع وإِتيانها. وفي حديث أَبي هريرة: يَنْتَهِكُ ذِمّةَ الله وذمّة رسوله، يريد نقض العهد والغدر بالمُعاهد. والنَّهِيكُ: البَئِيسُ. والنُّهَيْكُ: الحُرْقُوصُ، وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابية فقال زوجها: وما أَنا، للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً ِمَا بين رجليها بجِدٍّ، عَقُورُ. تُطَيِّبُ نَفْسِي، بعدما تَسْتَفِزُّني مَقالَتُها، إِنَّ النِّهيكَ صَغيرُ وفي النوادر: النُّهَيْكةُ دابة سُوَيْداءٌ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل الحراقِيصِ.
نوك: النُّوكُ، بالضم : الحُمْق؛ قال قيس بن الخَطِيم: وما بَعْضُ الإِقامةِ في دِيارٍ، يُهانُ بها الفتى، إِلا بلاءُ فقل للمُتَّقِي غَرَضَ المَنايا: تَوَقَّ فليس يَنْفَعُك اتِّقاءُ ولا يُعطَى الحريصُ غِنىً لحِرْصٍ، وقد يُنْمَى لِذِي الجُودِ الثَّراءُ غَنِيُّ النَّفْسِ، ما اسْتَغْنَت، غَنيٌّ، وفَقْرُ النَّفْسِ، ما عَمِرَتْ، شَقاءُ ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً، وداء النُّوكِ ليسَ له دَواءُ والأَنْوَك: الأَحْمَقُ، وجمعه النَّوْكَى. قال: ويجوز في الشعر قوم نُوكٌ. والنَّوَاكة: الحماقة. ورجل أَنْوَكُ ومُسْتَنْوِك أَي أَحمق. وقوم نَوْكَى ونُوكٌ أَيضاً على القياس مثل أَهْوَج وهَوج؛ قال الراجز: تَضْحَكُ مني شَيْخَةٌ ضَحُوكُ، واسْتَنْوَكَت وللشَّبابِ نُوكُ وقد نَوِكَ نَوَكاً ونُوكاً ونَواكَةً: حَمُقَ، وهو أَنْوَكُ، والجمع نَوْكَى؛ قال سيبويه: أُجْرِيَ مُجْرَى هَلْكَى لأَنه شيء أُصيبوا به في عقولهم. وفي حديث الضحاك: إِن قُصّاصَكم نَوْكَى أَي حَمْقى. واسْتَنَوكَ الرجلُ: صار أَنْوَكَ، وأَنْوَكَه: صادفه أَنْوكَ. واسْتَنْوَكتُ فلاناً أَي استحمقته. وقالوا: ما أَنْوَكَه ولم يقولوا أَنْوِكْ به، وهو قياس؛ عن ابن السَّرَّاج. وقال سيبويه: وقع التعجب فيه بما أَفْعَلَه وإِن كان كالخِلَقِ لأَنه ليس بلون في الجسد ولا بخلْقةٍ فيه، وإِنما هو من نقصان العقل. قال أَبو بكر في قولهم فلان أَنْوَكُ: قال الأَصمعي الأَنْوَكُ العاجز الجاهل. والنُّوكُ عند العرب: العَجْزُ والجهل. وقال الأَصمعي: الأَنْوَكُالعَييُّ في كلامه؛ وأَنشد: فكُنْ أَنْوَكَ النَّوْكَى إِذا ما لَقِيتَهُمْ
نيك: النَّيْكُ: معروف، والفاعل: نائِكٌ، والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ، والأَنثى مَنْيُوكة، وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً. والنَّيّاك: الكثير النَّيْك؛ شدد للكثرة؛ وفي المثل قال: من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا وتَنَايَكَ القوْمُ: غلبهم النُّعاسُ. وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انطبق بعضها على بعض. الأَزهري في ترجمة نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها.
|